2:28 PM @mohamed_obied77 كان يا ما كان، في قديم الزمان… مش بحكاية أطفال، لا، بحكاية وطن. كان في مدينة اسمها غزة. آه… كان. مدينة صغيرة، ع البحر، بس قلبها واسع قد السما. الناس فيها كانوا يصحوا ع صوت الأذان، يفتحوا الشبابيك ع الهوا المالح، يشربوا شايهم وبسّ، بدون استعجال، كأنهم حافظين إن العمر ما بينقاس بسرعة. كان فيها أولاد يركضوا بالحارة، ضحكتهم تسبق خطاهم، وشباب يحكوا عن بكرا كأنو مضمون، وبنات يحكوا عن العيد، والفساتين، والفرح. كانت غزة، رغم التعب، بتعيش… بتضحك، بتبكي، بس بتعيش. وكان الليل فيها آمن، والصبح فيها أمل، حتى لو الكهربا قاطعة، حتى لو الحصار خانق، كان فيها نبض. بس هاي القصة إلها فصل تاني… فصل ما بتنقرأ بسهولة. فصل كتبه الصاروخ، ووقّعت عليه دموع الأمهات. اليوم، غزة ما عاد فيها صوت إلا صوت الانهيار… البيوت اللي كانت حضن، صارت حفرة. الشوارع اللي كانت تلمّ الناس، اتبعثرت. الوجوه، الأسماء، الضحكات… اختفوا. غزة ما انتهت، بس اتكسر فيها كل شي. صارت وجع مكتوم بصدر كل واحد غزّاوي، وحكاية ثقيلة… ما بتنحكا إلا بالدم. وإنت بتقرأ… تذكّر: هاي مش قصة خيال. هاي قصة ناس… لسا بتموت كل يوم، وبتحاول، رغم كل شي، تضلها تحكي: كان يا ما كان… مدينة اسمها غزة محمد عبيد