5:15 PM @hossam_shbat "حبست الدموعَ وأنهيتِ اللقاءَ، وبقيَ السؤالُ: كيفَ ..." سألت أحدهم عن كيفية العيش في هذه الظروف القاسية، حيث تفتقر المنطقة لأبسط مقومات الحياة مثل الملابس والشوادر، فأجابني قائلاً: "الأطفال هنا يرتجفون من شدة البرد في ساعات الليل المتأخرة. أخلع ثيابي وجكايتي وأغطي بها أبنائي الأطفال، ولكن حتى هذه الجكايت لا تكفيهم للحماية من البرد. لا الأطفال ولا الكبار يمتلكون ما يقيهم. يعيشون جميعًا على قطعة من القماش، ثمانية أفراد ينامون عليها. لا يمتلكون ملابس كافية أو حتى مصباح يُنير لهم المكان. ليس لديهم مكان آمن في هذه المنطقة، يقضون لياليهم في الشوارع وبين الطرقات، دون أدنى مقومات الحياة." سألته أين تسكن، ففاجأتني طفلته بالبكاء. "نقوم بنصب خيمة في الشارع"، فاشارت عليها هنا. نظرت إلى ما قامت بالإشارة إليه وسألتها: "أين الخيمة؟ أين تنامون؟" فوجدتهم يجلسون في الشارع في ما يُسمى بخيمة، التي تلفها أكياس النايلون من أكياس الدقيق المفتوحة، والسقف مفتوح. حتى الخيمة لا تحميهم بشكل كافٍ من البرد القارس. أجبرت على إنهاء اللقاء عندما قمت بإعادة السؤال للطفلة: "كيف بتنامي هان يا عم؟" فكان الصمت هو الرد المناسب من مشهد وظروف لا يمكن وصفها بالكلمات. انتهيت من هذا اللقاء أو بالأحرى، أجبرت على أن أنهيه، وحبست دموعي، وأتساءل: كيف سينام الأطفال حتى هذه الليلة؟